القائمة الرئيسية

الصفحات

علاج التشنجات الحرارية عند الأطفال

 

قال الدكتور طاهر عبدالقادر أخصائي طب الأطفال أن الأسباب الفعلية للتشنجات الحرارية غير معروفة ولكن بعض الباحثين يرجعون هذه التشنجات الحرارية لحدوث بعض العمليات الحيوية المصاحبة لارتفاع درجة الحرارة نتيجة الإصابة بعدوى فيروسية أو عدوى بكتيرية التي يصحبها إفراز مادة سيتوكين التي تؤثر بدورها على الجهاز العصبي والجزء المسئول عن تنظيم درجة الحرارة مما يتسبب في الارتفاع غير الطبيعي في درجة الحرارة وتتسبب في حدوث التشنجات ومعظم حالات التشنجات الحرارية تأتي مصاحبة لبعض الأمراض الأكثر انتشاراً بين الأطفال وهي الإنفلونزا والجديري المائي والتهاب الأذن الوسطى والتهاب اللوزتين وهذا لا يمنع أن تأتي التشنجات الحرارية مع بعض الأمراض الأخرى وهي عدوى الجهاز التنفسي العلوي والنزلات المعوية وهناك عوامل وراثية قد تزيد من حدوث التشنجات حيث يوجد واحد من كل أربعة أطفال يتعرضون للتشنجات الحرارية لهم تاريخ عائلي .

وأضاف الدكتور طاهر عبدالقادر هناك نوعان من التشنجات الحرارية هي التشنجات الحرارية البسيطة وهي الأكثر شيوعاً وتتراوح نسبتها ما بين 9 حالات من كل 10 حالات وتتميز بحدوث تشنجات انقباضية وانبساطية في عامة الجسد ولا تتكرر التشنجات البسيطة خلال 24 ساعة من بداية حدوثها أو في الفترة التي يعاني فيها الطفل من المرض ولا تستمر أكثر من 15 دقيقة ويحدث هذا دائما في أول يوم من ارتفاع درجة الحرارة وتكون الحرارة أعلى من 38 درجة حيث يبدأ الطفل بالوخز أو فقدان الوعي التدريجي وعدم انتظام التنفس والتبول اللا إرادي وخروج براز أما النوع الثاني فهو التشنجات الحرارية المعقدة وهي الأقل شيوعاً بين الأطفال حيث تستمر التشنجات إلى أكثر من 15 دقيقة وتحدث في جزء معين من الجسم وهو معروف بالتشنجات الجزئية وتتكرر خلال 24 ساعة من بداية التعرض للتشنجات ولا يتعافى الطفل بالكامل من التشنجات أثناء حدوثها خلال ساعة على الأقل.

ويرى الدكتور طاهر عبدالقادر أن حدوث التشنجات الحرارية للطفل لأول مرة قد يكون مخيفاً جداً للأباء بل إن بعضهم يظن أن طفلهم قد أوشك على الوفاة رغم أن التشنجات الحرارية غير مؤذية ولا تشكل تهديداً على صحة الطفل وهناك بعض النصائح المهمة للأباء عند تعرض الطفل للتشنجات قد يصحب التشنجات ترجيع ووجود بعض الإفرازات من الفم ولتجنب حدوث الاختناق من هذه الإفرازات يجب وضع الطفل في الوضع الآمن وهو أن يبقى على أحد جوانبه وأن يرجع الرأس قليلاً إلى الخلف ليتمكن من التنفس بسهولة مع مراعاة عدم وضع أي أجسام غريبة بين أسنانه لأنه قد يؤذي أسنانه وعلى الأباء ألا يقيدوا حركة الطفل أثناء التشنج وألا يحاولوا إيقاظه حتى يستعيد وعيه كاملاً وأن تكون ملابسه غير محكمة عليه وخصوصاً عند الرقبة.

ويكمن العلاج في التحكم في درجة الحرارة وذلك عن طريق استخدام مادة باراستامول ومشتقات البروفين عن طريق الفم أو الشرج ولكن هذا علاج احترازي حتى لا تتسبب درجة الحرارة في دخول الطفل في تشنجات ولكن عند دخول الطفل في التشنجات عليه استخدام حقن الديباكين الشرجية والديباكين متوفر في كل الوحدات الصحية في صورة سائل يستخدم عن طريق الفم أو يتم عمل حقنة شرجية به بعد تخفيفه بالماء العادي حسب وزن الطفل ليتم تحديد الجرعة بمعرفة الطبيب المعالج وهذا يغني عن حقنة الفاليوم الشرجية نظرا لعدم توفرها في الوحدات الصحية والصيدليات.

وأخيرا فإن معظم الأطفال الذين يعانون من التشنجات الحرارية يعافون تماماً منها ولم تسجل أي حالة وفاة بسبب هذه التشنجات بل إن أحدث الدراسات والاكبر من نوعها التي أجريت على 1.5 مليون طفل لهم تاريخ مرضي لم تسجل أي دليل يهدد حياتهم في الطفولة المبكرة أو سن الرشد أو يؤثر على قدراتهم العقلية.

تعليقات