انتشرت في الآونة الأخيرة ظاهرة خطيرة وهى اعتياد أطفالنا على تناول مشروبات الطاقة بأنواعها ونكهاتها المختلفة التى ليست مخصصة لهم ولا مسموحة لمثل أعمارهم الصغيرة.
ويقول الدكتورالسيد حماد أستاذ مساعد التغذية بالمعهد القومي للتغذية على الرغم من أنها مشروبات مسموح بها في الأسواق وليست ممنوعة إلا أن لها خطورتها الشديدة على أجسام أطفالنا حيث تؤثر على جهازهم العصبي الذي لا زال في طور النمو والاكتمال لما تحتويه غالباً من نسب عالية من الكافيين وبعض المواد الكيميائية الأخرى التى من شأنها تسهيل انتاج الطاقة وزيادة النشاط ولكن لها أثرها السلبي على الجسم فضلاً عن محتواها العالى غالباً من السكريات التي تعتبر في كل الأحوال مصدراً للطاقة الفارغة أو طاقة بلا فوائد أو عناصر غذائية أخرى مفيدة معها وحتى في حال خلوها من السكر المضاف فإنها ستكون محتوية حتماً على بدائل السكر الصناعية التى لا تناسب بالأساس أعمار أطفالنا والتى لها من الأضرار الصحية والتغذوية في حالة الإكثار من تناولها.
ومن الجدير بالذكر أن المحتوى العالي من الكافيين الموجود في معظم مشروبات الطاقة يفوق في كميته ضعف ذلك الموجود في المشروبات المنبهة الطبيعية مثل القهوة أو الشاى كما يختلف عنه من ناحية التركيب والمصدر الذي غالباً ما يكون مصدراً كيميائياً محضراً معملياً وليس مصدراً طبيعياً كما في القهوة أو الشاى
وقد تحتوي العبوة الواحدة من بعض أنواع مشروبات الطاقة على أضعاف كمية الكافيين الموجودة في كوب من القهوة الطبيعية وقد حذرت العديد من الدراسات والأبحاث العلمية من أن الإستهلاك المتكرر من المشروبات عالية المحتوى من الكافيين وخاصة مشروبات الطاقة قد يؤدي إلى الجفاف في حالة عدم تعويض السوائل بشكل كافي لما له من أثر مدر للبول كما قد يؤدي إلى انخفاض وضعف الصحة العقلية والبدنية عل المدي البعيد وهو ما لا نرجوه لأطفالنا وقد يجعلهم أكثر عرضة للإصابة بالصداع و اضطرابات النوم وفرط الحركة والقلق وازدياد ضربات القلب وارتفاع ضغط الدم وتضرر القلب والأوعية الدموية والتأثير السلبي على امتصاص العديد من العناصر الغذائية الهامة لنمو أطفالنا كالكالسيوم والحديد والزنك وغيرها من الأملاح المعدنية والفيتامينات فضلاً عن الأثر السلبي الذي يحدث نتيجة أعراض انسحاب الكافيين من أجسامهم في أوقات عدم تناوله فضلاً عن أن الإعتياد على مثل هذه المنبهات والمحفزات قد يجعل من أطفالنا عرضة لإدمانها ومحاولة تجربة غيرها من المواد الممنوعة التى تعطي الاحساس الخادع بالطاقة والحيوية اذ ليس لديهم من الوعى ما يكفي لفهم وتجنب خطورة هذه المود في مثل هذه الاعمار الصغيرة.
ولذا فان هناك حاجة ماسة إلى تشجيع المزيد من البحث والدراسة لتتبع الأثر الضار لمثل هذه المشروبات على صحة أطفالنا بشكل عام . كما يجب زيادة الوعى والتثقيف الغذائي السليم للأطفال وذويهم بما يوضح أضرار هذه المشروبات حيث أثبتت الدراسات أيضاً أن زيادة نسبة الوعى بالمخاطر يقلل من استهلاك مثل هذه المشروبات.
وفي هذا السياق نود أن نشجع أطفالنا على تناول المشروبات الطبيعية ذات القيمة الغذائية العالية والفوائد الصحية مثل المشروبات العشبية كالحلبة واليانسون وكذلك العصائر الطبيعية دون الإسراف في تحليتها بالسكر كما يمكن الاعتماد على المشروبات التي توفر قدر من الطاقة وتعوض السوائل المفقودة بجانب قيمتها الغذائية العالية مثل المشروب الرياضي المعد بالمنزل باستخدام عصير البرتقال أو الليمون مع إضافة القليل من السكر وكمية قليله جداً لا تتجاوز الجرام ونصف من الملح لضمان تعويض ما يفقد من الأملاح المعدنية مع العرق في حالة ممارسة الأنشطة الرياضية المختلفة والتى غالباً ما يمارسونها بشكل متكرر. ويجب أن نعلم أن أطفالنا يمكنهم الحصول على القدر الكافى من الطاقة والعناصر الغذائية من خلال اتباعهم للنظام الغذائي المتوازن والمتنوع مع القدر الكافي من الماء السوائل الطبيعية ويمكن الاستعانة في ذلك باستشارة الطبيب او أخصائي التغذية المتخصص.

تعليقات
إرسال تعليق